محاولة في فقه النص والحدیث *الحق أحق أن يتبع

موقع رهبویان قم الاخباری/ثقافه وفن:محاولة في فقه النص والحدیث *الحق أحق أن يتبع* يقول القران الكريم: “قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ.” (الزمر: 64). يقول الملا عبد الرزاق الكاشاني في تفسير الاية: “{ قل أفغير الله تأمروني أعبد } بالجهل، فأحتجب عن فيض رحمته ونور كماله، فأكون { من الخاسرين } بل خصص العبادة […]

موقع رهبویان قم الاخباری/ثقافه وفن:محاولة في فقه النص والحدیث *الحق أحق أن يتبع* يقول القران الكريم: “قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ.” (الزمر: 64). يقول الملا عبد الرزاق الكاشاني في تفسير الاية: “{ قل أفغير الله تأمروني أعبد } بالجهل، فأحتجب عن فيض رحمته ونور كماله، فأكون { من الخاسرين } بل خصص العبادة بالله موحداً فانياً فيه عن رؤية الغير إن كنت تعبد شيئاً.

هذا يعني أن الملاك هو اتباع الحق، وأن رفضه يعد جهلا، وحاشا للانسان الرباني أن يكون جاهلا. لقد نقل عن الرسول (ص) في سيرته الشريفة ما يصلح لكونه مصداقا لهذه الاية الكريمة، وذلك عند موت ابنه ابراهيم (ع)، وكسوف الشمس الذي قارنها.. في الرواية عن الحسين بن خالد قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: لما قبض إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جرت في موته ثلاث سنن، أما واحدة فإنه لما قبض انكسفت الشمس فقال الناس: إنما انكسفت الشمس لموت ابن رسول الله، فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ” أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا انكسفا أو أحدهما صلوا ” ثم نزل من المنبر فصلى بالناس الكسوف.. الخ الحديث، راجع (المحاسن: ٣١٣ و ٣١٤).

في هذا الحديث المنقول فی محاسن البرقي نلاحظ أن سيرة سيد المرسلین (ص) تتجلى في أن يقول كلمه الحق، ولا يستغل مشاعر الناس لغير الحق، ولا يبرر ذلك من أجل الوصول لأهداف باطلة، وغایات رخيصة. ذلك لأن صاحب الرسالة الحق لا یساوم من اجل قضية زائلة، ولا تكون عنده الغاية مبررة للوسيلة، ولا یضیع ای من اهدافه العليا لاجل تحقیق غایة رخیصة کما هو حال السیاسیین الزائفين في تاريخ البشرية. السبب في ذلك هو أن الحق أحق أن يتبع، ولابد للكذب أن يفضح نفسه، لان حبل الكذب قصير، وحينئذ سوف يستنكر الناس العقلاء هذا الاستغلال الفج لظاهرة كونية من أجل أهداف رخيصة عاجلة، اذ ليست هذه من صفات القائد الرباني، بخلاف القادة المنحرفين والدجالين.

لناخذ بعض النماذج لسوء استغلال هذه الظواهر الكونية لخداع الآخرين من قبل بعض السياسيين :- 1) كريستوفر كولومبوس اخبر الجاميكايين بأنهم ان لم یطیعوه و يتعبدوا به سوف يحرمهم من ضوء القمر! وكان قد اخبره الفلكيون الأوربیون عن قرب وقوع خسوف للقمر ولما رفضوا، ثم حصل الخسوف فرجع الجاميكايون اليه، واذعنوا له واطعموه مع رجاله کالعبيد صاغرين! 2) من قبلها استخدم المیدیون كسوف الشمس، ليوقفوا حربهم مع الليديين، ثم استغلوا فترة الصلح لبناء قواتهم وقدراتهم لكي يحاربوهم فيما بعد مع البابليين وتمكنوا بعدها من اقامة الامبراطوریة.

*تطبيق من الحياة*

الدروس التي نستفيدها لحياتنا اليومية هي: -عدم جواز استغلال جهل الناس للوصول الى أهداف وغایات رخيصة؛ -أن الدجل والکذب بضاعة رخیصة، فلا یمکن لأي قائد الهی أن یبتلي بهما؛ -قول کلمة الحق فضيلة ولو کان بخلاف عواطف العوام ومعتقداتهم؛ -إن الاعتبار للحق و للعلم دائما وابدا، ولابد من عدم التضحیة بهما ابدا..

آیت الله علي الحكيم