في إطار معركة الإعداد والتجهيز لمواجهة الاحتلال،أكثر من مجرد صواريخ تجريبية!

لا تكل المقاومة عن مواصلة تعزيز قدراتها في إطار معركة الإعداد والتجهيز لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، باذلة قصارى جهدها لتطوير صناعاتها العسكرية رغم عظم التضحيات، وبينما تتوالى اعترافات قادة جيش الاحتلال بجوانب الفشل والإخفاق والهزيمة خلال معركة سيف القدس، تتابع المقاومة مراكمة عناصر قوتها، مطلقة بين الحين والآخر صواريخ تجريبية في إطار تطوير منظومتها الصاروخية وتحسين […]

لا تكل المقاومة عن مواصلة تعزيز قدراتها في إطار معركة الإعداد والتجهيز لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، باذلة قصارى جهدها لتطوير صناعاتها العسكرية رغم عظم التضحيات، وبينما تتوالى اعترافات قادة جيش الاحتلال بجوانب الفشل والإخفاق والهزيمة خلال معركة سيف القدس، تتابع المقاومة مراكمة عناصر قوتها، مطلقة بين الحين والآخر صواريخ تجريبية في إطار تطوير منظومتها الصاروخية وتحسين قدراتها العسكرية
موقع رهبویان قم الاخباری/دولی :محمد إسماعيل ياسين ،كاتب صحفي
لا تكل المقاومة عن مواصلة تعزيز قدراتها في إطار معركة الإعداد والتجهيز لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، باذلة قصارى جهدها لتطوير صناعاتها العسكرية رغم عظم التضحيات، وبينما تتوالى اعترافات قادة جيش الاحتلال بجوانب الفشل والإخفاق والهزيمة خلال معركة سيف القدس، تتابع المقاومة مراكمة عناصر قوتها، مطلقة بين الحين والآخر صواريخ تجريبية في إطار تطوير منظومتها الصاروخية وتحسين قدراتها العسكرية، مبرقة بذلك رسائل غاية في الوضوح للاحتلال بجاهزيتها التامة والكاملة للمواجهة، بل وعدم خشيتها من المبادرة لذلك حال التمادي بالاعتداءات على المقدسات والانتهاكات بحق أهالي القدس والضفة أو حال التراجع عن أي تفاهمات تخص تخفيف حصار غزة.
يدرك الاحتلال أكثر من غيره أن الصواريخ المطلقة نحو البحر وإن كانت تجريبية إلا أنها تحمل رسائل تحذيرية بذات الوقت، مستندة لنتائج معركة سيف القدس التي عكست امتلاك المقاومة الشجاعة الكافية لاتخاذ قرار المواجهة باقتدار مربك لجيش الاحتلال وأجهزته الأمنية التي تحاول بشتى الطرق منعها من تراكم قوتها العسكرية وتطويرها، غير أن الأخيرة تفاجئ القريب والبعيد بالجديد في كل معركة تخوضها، مسطرة بذلك عزيمة قل نظيرها، وإرادة تفل الحديد، وتخبر القاصي والداني بعشق الشعب الفلسطيني لوطنه السليب، وتبشر بفجر حرية قريب يرفرف خلاله علم فلسطين فوق مآذن المسجد الأقصى المبارك.
إن محاولات الاحتلال للمراوغة في الاستجابة لمطالب المقاومة آلت للفشل الذريع، ولا مصير لهكذا محاولات غير ذلك، وليس أدل على ذلك من الإشارة لمدى صبر وحكمة المقاومة في إدارتها لمفاوضات صفقة وفاء الأحرار التي امتدت لعدة سنوات، إذ انتزعت في نهاية المطاف حرية أكثر من ألف أسير فلسطيني جلهم كان الاحتلال يضع ألف فيتو على خروجهم من الأسر بدعوى أن “أيديهم ملطخة بالدماء”، ويبدو أننا على موعد مع تكرار ذات المشهد مهما راوغ الاحتلال محاولاً كسب الوقت لعله ينجح بالوصول إلى جنوده الأسرى في غزة، إذ كل يوم يمر على أسرهم هو انجاز للمقاومة وفشل للاحتلال رغم امتلاكه القدرات التكنولوجية.
وكما يقول المثل: “ما شفوهمش وهم بيسرقوا شافوهم وهم بيتحاسبوا”، فاليوم وبعد عدة أشهر من وضع معركة سيف القدس أوزارها، تنهال التقارير ونتائج التحقيقات الإسرائيلية الداخلية كاشفة عورة الاحتلال وضعفه وعجزه أمام بسالة المقاومة، مبدية ما حرص الاحتلال على إخفائه وقت المعركة، إذ إن الرقابة المشددة على وسائل الإعلام خلال المعركة لا تبدو بذات الشدة بعدها، ومن نافلة القول إن كل اعتراف إسرائيلي بالفشل هو نجاح للمقاومة، وكل إقرار بالعجز هو شهادة بقدرة المقاومة، وكل تسليم بالهزيمة هو انتصار للمقاومة، وما ذلك إلا شواهد حية على جدوى خيار المقاومة في ظل فشل التسوية التي أتاحت للاستيطان بالتفشي وللاحتلال بالتمادي في عدوانه واستباحته لحرمة المقدسات.
وتتعدد شواهد عجز الاحتلال أمام المقاومة الباسلة غير أن أبرزها تجنبه مواجهة فرسانها بمعركة برية، ولوذه للضربات الجوية لإخفاء عجزه وضعفه، وفي المقابل تتحفز المقاومة لمواجهة برية تجوس خلالها الديار وتتبر ما على الاحتلال تتبيراً، لاسيما أنها تواصل الحفر في الصخر لمراكمة قدراتها القتالية وأدواتها العسكرية، عازمة على الوصول لمرحلة أبعد من مجرد إطلاق شارة بدء إطلاق وابل من الصواريخ نصرة للقدس وأهلها، إذ إنها تستقي الدروس والعبر من كل معركة تخوضها، آخذة بأسباب القوة ما استطعت لذلك سبيلاً، مؤهلة ذاتها لخوض معركة التحرير بجدارة، ومستندة لدعم شعبي والتفاف جماهيري كبير، متسلحة بإيمان عميق بحتمية النصر وزوال الاحتلال الإسرائيلي.