بعد سبعة سنوات .. اليمن الذي بدأ من الصفر جيشٌ يُرهِب دولاً .؟!

سريعاً ما أثبته الجيش اليمني برفقه أنصار الله، في المعركة المفتوحة مع السعودية وحلفها العربي، ومِن خلفهما أمريكا، أن ما لم يكن في الحسبان قد تَحقّق وعلى قاعدة تحويل التهديد إلى فرصة.

موقع رهبویان قم الاخباری/دولی :د/أسامة القاضي _ كاتب سياسي يمني

ومع أنطلاق العدوان على اليمن، في صباح ۲۶ أذار/مارس ۲۰۱۵، ظنّ السعوديون على وجه الخصوص، أنّ عاصفة الحزم ستمُرّ ثقيلة على أنصار الله، خصوصاً بعدما ورثت الحركة مؤسّسات دولة، بجيشٍ وقوى أمنية، أنهكها انسحاق صالح، وتالياً هادي، أمام الإرادة الملَكية السعودية، بشكل سمح للرياض بتحويل اليمن وجيشه إلى حديقة خلفية تعمّها الفوضى والضعف.

سريعاً ما أثبته الجيش اليمني برفقه أنصار الله، في المعركة المفتوحة مع السعودية وحلفها العربي، ومِن خلفهما أمريكا، أن ما لم يكن في الحسبان قد تَحقّق وعلى قاعدة تحويل التهديد إلى فرصة، صار اليمنيون يتحدّثون اليوم عن تحوّلهم إلى قوّة تُصنّع احتياجاتها من الأسلحة المناسبة لاستراتيجية المواجهة التي وضعتها القيادة لإدارة المعركة مع السعودية والإمارات، كعدو قريب.

وأما الكيان الإسرائيلي فهو يقف خلف المشهد، وقد بدأ إعلامه وخبراؤه ومراكز دراساته يتحدّثون عن التطورات الاستراتيجية في المنطقة، والتي من شأنها أن تجعل هجوم الجيش اليمني على كيانهم أكثر احتمالاً، مدعوماً بمخزون كبير من الأسلحة وتطوّر عسكري كبير، ما يؤثّر سلباً على الكيان ويضع قادته أمام معضلة الانجرار إلى المستنقع اليمني.

ورشة تطوير انخرط فيها أفراد من الجيش بتشكيلاته ووحداته كافّة، مكّنه بعد ثماني سنوات على بدء العدوان، من تطوير قدراته العسكرية وتنمية خططه واستراتيجياته الحربية، التي أهّلته للتعامل مع التحوّلات الطارئة والمتسارعة لأحوال الجبهات والميدان، والانتقال بمرونة كبيرة بين الأنساق الدفاعية.

وأشتملت عمليات برّية التي تستهدفت قوات العدو والفصائل الأخرى داخل اليمن، أو تلك التي استهدفت ثكنات حرس الحدود السعودي، في نجران وعسير وجيزان، والعمليات الجوّية التي استهدفت منشآت عسكرية واقتصادية في العمقَين السعودي والإماراتي بواسطة الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة أخيراً، والعمليات البحرية عبر استهداف سفن العدوان وبوارجه وزوارقه بواسطة صواريخ أرض بحر مطوّرة ومصنّعة محلياً، وزوارق غير مأهولة.

كلّ ذلك عكس تطوّراً جعل الحركة الشعبية أقرب ما تكون إلى جيش نظامي، في شقّه الإداري والتجهيزي، مع الاحتفاظ بانسيابية التحرّك والانتقال بين الأنساق وتغيير الاستراتيجيات بمرونة فائقة، وهي من أبرز خصائص حركات المقاومة الشعبية، وطول المدى الزمني للحرب، شكّل تحدّياً كبيراً للشعب اليمني، ومفاجأة أكبر لقوى العدوان، وصولاً إلى العجز عن حماية مطاراته ومنشأته الحيوية.

بين سلاسل توازن الردع التي توغّلت في العمق السعودي لتصيب أهدافاً حسّاسة في الرياض وجدّة وأبها وجيزان ونجران، وإعصار اليمن الذي ضرب العمق الإماراتي في دبي وأبو ظبي، وكسر الحصار الذي استهدف مفاصل القوّة الاقتصادية السعودية، تكمن خلاصة السنوات السبع للعدوان، حيث التطوّر في إدارة المعركة، والقفز خطوات كبيرة لتكريس معادلة ردع قائمة على توزان في القوّة، مبنيّ في الأساس على تراكم خبرات نوعي وكمّي في إنتاج السلاح المناسب، وعماده الطيران المسيّر.