الاستغلال بالوسائل الناعمة ..آفة تهدد العلاقات الانسانية بالتصحر العاطفي

يعد الاستغلال العاطفي من ابشع أشكال التلاعب في العلاقات ويجد فيه الضحية نفسه مهدد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من قبل طرف آخر.
موقع رهبویان قم الاخباری/منوعات :تحقيق : زهراء الطائي،يعد الاستغلال العاطفي من ابشع أشكال التلاعب في العلاقات ويجد فيه الضحية نفسه مهدد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من قبل طرف آخر، وتعتمد هذه العملية تحتاج إلى طرفين، طرف مستغِل يتصف بصفات الأنانية وحب الفوز بأي ثمن ولا يهتم بالقواعد التي تهيء إقامة علاقة صحية مبنية على الأخذ والعطاء، وطرف آخر بحاجة مفرطة لنيل رضى الآخرين والخوف من غضبهم، ويبحث عن الامان بأي ثمن، ويميل إلى تحمل مسؤوليات الآخرين.
والشعور بالوحدة.سرطان مجتمعي
يقول المهندس علي شاكر: تعد ظاهرة استغلال حاجة المواطن عموما و المرأة على وجه الخصوص من الظواهر المعيبة التي تحتاج من كل المعنيين الى وقفة جادة لتشخيص الخلل ووضع الحلول اللازمة، من خلال تفعيل القوانين الرادعة لكل من تسول له نفسه استغلال حاجة شخص وتنفيذ مآرب دنيئة مقابل تسهيل مهمة أو تسيير معاملة في دوائر الدولة، وبما أن تلك الظاهرة تواجه رفضا مجتمعيا وازدراء أخلاقيا من قبل الكثير من الناس فيجب اتخاذ موقف جاد لكشف وتعري هؤلاء قبل تحول تلك الظاهرة الى سرطان مجتمعي تصعب السيطرة عليه.
استغلال العمل والعاطفة
مهما حاولنا النسيان إلا أنّ الذكريات تبقى محفورةً داخلنا هذا ما استهلت به ( م.ي ٢٦سنة) وهي تروي قصتها لنا وعلى وجهها علامات الحزن حيث قالت: عملت في شركة للقطاع الخاص كموظفة إدارية وخلال تلك الفترة تعرفت على رئيسي في العمل وجمعتنا علاقة مودة كانت تهدف إلى الارتباط والزواج.
وأضافت: مضت الأيام ولم يتقدم لخطبتي وحينما واجهته بدى ممتعضا وقال بأني لا اعني له شيء وقد كنت مجرد واجهة للشركة وذلك لكوني صاحبة وجه جميل يجذب الزبائن.
وتابعت: استطعت تجاوز تلك الصدمة بأعجوبة إلا إن اثر ما مررت به بقي عالقا في ذهني فقد تعرضت لأشد أنواع الاستغلال في العمل و المشاعر.
صور الاستغلال
فيما قال حيدر الطائي :الاستغلال هو عبارة عن آفة تأكل بالمجتمعات حتى تهلك وبصورة واضحة في السنوات الاخيرة الماضية كان مجتمعنا العراقي يعاني من استغلال (بعض) اصحاب الشركات الخاصة لموظفيهم والموظفين نفسهم لمناصبهم فكان من نتائج ذلك إن المجتمع قد عانى من جرائم السرقة والرشوة والاختلاس وغيرها من صور الاستغلال.
وأضاف: إن بعض شركات القطاع الخاص تستغل موظفيها في العمل الإضافي والمجهد كما يتم استغلال النساء الأرامل والمطلقات من الجانب العاطفي أيضا وحتى يصل الى المساومة, فلا يتوقف تردي حالة المطلقة عقب انفصالها عند الإيذاء النفسي والاجتماعي فقط اذ تجد نفسها وسط دوامة تارة مع المجتمع الذي يصِفها اجتماعيا بالعار ويضع تصرفاتها تحت المجهر ستكون هناك نظرة خاصة على هذه الشخصية مهما كانت طريقتها بالتحدث او الملبس وكل شخص يفكر باسلوبه الخاص معها فهناك من يتعامل بطريقة الذئاب الملتوية وهناك من يساعدها تقربا لها اما النوع الثالث فسيكون الوحش الكاسر امامها لكي يستفيد منها.
وتابع الطائي: كذلك نجد الكثر من مدراء او اصحاب شركات القطاع الخاص يبحثون عن موظفات تعمل لديهم ولكن بشروط اهمها ان تكون حسنة المظهر فضلا عن كونها غير مرتبطة (باكر, منفصلة , ارملة) لكي يستطيع ان يستغل ضعفها وحاجتها للمال ويطلب منها ما يريد فإن وفرت له مبتغاه كانت الوظيفة او المكان المعين في العمل من نصيبها وإن رفضت يتم الاستغناء عن خدماتها في العمل.
وهذا احد أنواع الاستغلال أما النوع الآخر هو استغلال الموظف الفاسد في الأعمال الوظيفية إلى جانب مظاهر البيروقراطية والترهل الاداري لينفذ منها لتمرير مآربه الشخصية والمصالح الخاصة غير المشروعة.
فلا تكاد تخلو دولة من تجاوزات موظفيها على القانون ومن تعاطي الرشوة وما إلى ذلك من اساليب خرق قوانين ضبط الوظيفة العامة ، لذلك اصبح البحث في الحد من هذه الاساليب وهذا النوع من الفساد مشكلة دولية يصعب تخطيه بسهولة.
من جهة اخرى قال الشاب أمير (٢٩)سنه: مع تطور التكنولوجيا في العالم بصورة سريعة وملفتة للنظر نرى ان هناك بعض ضعاف النفوس الذين كرسوا حياتهم ووقتهم لاستغلال فقد طال الكثير من الرجال بصورة مباشرة فكانت هناك حادثة غريبة من نوعها خلال الاشهر القريبة الماضية وهي ان فتاة تستغل وتجبر رجلا بالغ بأن يتزوجها او تقوم بعرض او نشر بعض الصور الخاصة به على مواقع التواصل الاجتماعي ليكون الاخير ضحية استغلال بشعة قامت بها هذه الفتاة
وبدون حسيب او رقيب.
النرجسي والاستغلال
ويعزو الباحث الاجتماعي (مسلم اللهيبي) سبب الاستغلال العاطفي في الشخصية النرجسية التي تبدي الحاجة الدائمة لجلب الاهتمام والإعجاب الدائم، فهو يرى أنّه مهمّ ومتفرّد أكثر من الآخرين، ومن سمات هذه الشخصية التكبر على الآخرين وعدم الرضى بقيادة الآخرين لهم، والميل نحو انتقاص من الغير فلا يوجد تساهل مع الآخرين، وهذه الشخصية تجعل من الفرد يقيم علاقات يسودها الاستغلال العاطفي، فهذا هو الأسلوب المتبع عند هذه الشخصية والحيلة لبقاء الطرف الآخر في العلاقة خوفًا من تركه له، والشعور بالوحدة.
خاتمه
ويبقى الالتزام بالتعاليم الاسلامية وبالتقاليد الاجتماعية في احترام مشاعر الاخرين هو الاساس الذي ينبغي للجميع التمسك به للارتقاء بالتعامل الانساني بين ابناء المجتمع بما يجلب الامان والوئام الاجتماعي وتحقيق السعادة الحقيقية بعيدا عن الاستغلال والمقاصد السيئة التي من شأنها الحاق الاذى النفسي.