تفجير الفجيرة نقطة تحول في وجه التصعيد الأميركي*

تتواصل المفاجآت والمتغيرات بالحدوث في أجواء الحرب الباردة التي تخوضها الولايات المتحدة وحلفاءها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي يمكن أن تتحول في أي لحظة الى حرب ساخنة رغم إستبعادنا لوقوعها . موقع رهبویان قم الاخباری / دولی :تتواصل المفاجآت والمتغيرات بالحدوث في أجواء الحرب الباردة التي تخوضها الولايات المتحدة وحلفاءها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي […]

تتواصل المفاجآت والمتغيرات بالحدوث في أجواء الحرب الباردة التي تخوضها الولايات المتحدة وحلفاءها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي يمكن أن تتحول في أي لحظة الى حرب ساخنة رغم إستبعادنا لوقوعها .

موقع رهبویان قم الاخباری / دولی :تتواصل المفاجآت والمتغيرات بالحدوث في أجواء الحرب الباردة التي تخوضها الولايات المتحدة وحلفاءها ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي يمكن أن تتحول في أي لحظة الى حرب ساخنة رغم إستبعادنا لوقوعها وتفجيرات ميناء الفجيرة يوم أمس تعتبر مفاجأة من العيار الثقيل وحدثاً هو الأبرز ، وربما تشكل نقطة تحوّل في طريق وحركة الصراع والمواجهة التي تقودها واشنطن ضد طهران ، وفي حدث من هذا القبيل وبهذه الأهمية لابد أن نأخذ بنظر الإعتبار الزمان والمكان عند تحليله وتفكيكه وبحثه.

والمكان هو ميناء الفجيرة ذو الأهمية الإستراتيجة ، وإنه بالإضافة الى تصدير وتجارة الغاز النظيف في ميناء الفجيرة ،يعتبر الميناء مركزاً إستراتيجياً عالمياً في قطاع تصدير النفط والغاز بالمنطقة ، ومن أهم الموانئ العالمية ، ويأتي ميناء الفجيرة الذي بدأ تشغيله الفعلي في عام ١٩٨٣ في المركز الثاني حالياً ضمن الموانئ الأربعة الرئيسة في العالم لتزويد السفن بالوقود، وهي سنغافورة والفجيرة وروتردام، وهيوستن ، وفوق ذلك فإنه يعتبر الميناء البديل في حال غلق مضيق هرمز في حال إندلعت حرب الخليج الثالثة ، وأما الزمان فهو ذروة المواجهة حيث إستقدمت فيه واشنطن حاملاتها وقاذفاتها على مقربة من طهران.

وبناء على هذه الأهمية الإستراتيجية للموقع والموضع ، وفي هذا التوقيت الحساس إكتسب وإستمد الحدث أهميته وشكّل نقطة تحول وعلامة فارقة.

إذن بأي إتجاه نحلل الحدث ؟ هل يوجه الصراع نحو مزيد من التأزيم ويعجل بإندلاع الحرب ؟ أم أنه سينزع فتيل الحرب ويجعل الإدارة الأميركية تعيد حساباتها وتفكر ملياً بخطواتها القادمة ؟
وعلى الفرضين من هو الطرف الذي تبنى هذه العملية النوعية التي كشفت هشاشة الأمن في دول الخليج وموانئها ؟
هل هو طرف يحاول الدفع بإتجاه الحرب دون أن يكترث لتداعيات الإقتصاد وأمن الطاقة وأمن دول الخليج ؟
أم إنه طرف يحاول تذكير الأطراف بالعواقب الوخيمة لأي حرب محتملة ؟
والأرجح هو الطرف الثاني ، أما كيف رجحناه ورشحناه فإليكم الإستدلال.

يعيش ترامب وإدارته حالة من الحيرة والتخبط حينما إصطدم بصخرة صلدة وبإرادة صلبة وإدارة حكيمة وبلدة طيبة وشعب في الزلازل صبور وفي المكاره وقور ، وقد ظن ترامب أن لغة التهديد والوعيد وإستعراض القوة كفيلة بتطويع الإرادة الإيرانية وتركيع القيادة ، إلا أنه تيقن أنه قد إرتقى مرتقىً صعباً بمعونة بولتون ، وقد وصل لقمة الشجرة ينتظر من يضع له سلماً للنزول ، فرمى لطهران طعماً ورقماً لعلهم يتصلون ، إلا أن طهران ليست كوريا لتخضع ، ولا روسيا لتقدم سلماً ، بل إنها طهران التي أطاحت بجيمي كارتر وحرمته الولاية الثانية ، وكذلك تفعل اليوم مع ترامب ، وربما ظن ترامب إن التداعيات لأي حرب ليست بالحجم الذي يصوره الباحثون أو يقدره الخبراء سيما إن إيران وحلفاؤها قد إستُنزفت قدراتها في حرب سوريا والعراق ، ولا طاقة لها على تهديد أمن الطاقة وأمن اسرائيل ،

وهذا الإنطباع من وجهة النظر الإيرانية قد يجعل ترامب يتخذ قرار الحرب ، فجاء الحدث ليقدم لترامب وحلفاؤه الدليل على خطأ حساباته وتقديراته وظنونه ويُريهِ رأي العين بعض العواقب التي تكتنفها الحرب ، وإن ليس أحد بمنأى عن أن تطاله شرر الحرب ، فكان الحدث بمثابة رسالة بالغة المضمون ، وعملية عالية الدقة ، ستحدد مصير هذا التصعيد ، وتجعل لهُ مخرجا ً وتسوية وتفاهم دولي ، ونستبعد أن يكون الطرف الفاعل هو طرف يريد إندلاع الحرب ، ولو كان كذلك لإستهدف المصالح الأميركية في الخليج أو في العراق وسوريا ولكانت قد إندلعت الحرب من ساعتها ، إلا أن العملية بحد ذاتها رسالة ردع ورعب وتذكير بالعواقب موجهة نحو واشنطن وحلفاؤها الخليجيين والغربيين وللمجتمع الدولي برمته.

عبدالله الجزائري / العراق