ما بعد عرض وثائقي برتبة عميل فی احدی القنواة الفضائیه

قدمت قناة الميادين الفضائية مادة دسمة عن عمل المخابرات الصهيونية بأجهزتها المتعددة، سواءً شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الصهيوني، أو جهاز الأمن العام الشاباك وهو المسؤول عن العمل الأمني في فلسطين كافة، من خلال عرضها وثائقي “برتبة عميل” قبل أسابيع ،كما تم نقاشه في برنامج “ما بعد العرض” في بداية الأسبوع، وهي ليست المادة الأولى […]

قدمت قناة الميادين الفضائية مادة دسمة عن عمل المخابرات الصهيونية بأجهزتها المتعددة، سواءً شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الصهيوني، أو جهاز الأمن العام الشاباك وهو المسؤول عن العمل الأمني في فلسطين كافة، من خلال عرضها وثائقي “برتبة عميل” قبل أسابيع ،كما تم نقاشه في برنامج “ما بعد العرض” في بداية الأسبوع، وهي ليست المادة الأولى عن عملاء الاحتلال، فقد تم عرض فيلم “سراب” في وسط ديسمبر من العام الماضي وسبقه العديد من البرامج والأفلام.

موقع رهبویان قم الاخباری/ دولی :حمزة إسماعيل أبوشنب
ما أن يقدم الإعلام المقاوم مواداً حول قدرة المقاومة على اختراق العدو وإفشال مهامه الأمنية والاستخبارية، وتجنيد مصادر مزدوجة تخدعه، حتى تسارع المنظومة الأمنية إلى العمل على تقديم أخبار عن نجاحات للاستخبارات والشاباك في كشف متعاونين مع المقاومة، أو عن جهدها الاستخباري في إحباط العمليات الفدائية للمقاومة، وقد أصبحت سياسة منهجية في نشر الأخبار التي لم تكن تنشر في السابق حول اكتشاف نشاطات المقاومة، كان آخرها إعلان جهاز الشاباك قبل أيام عن اعتقال أحد الشبان المتعاونيين مع المخابرات الإيرانية.
يدرك العدو الصهيوني بأن صراع الأدمغة مع المقاومة صراع شرس، بعد أن نجحت المقاومة في تطوير أدواتها وقدراتها الأمنية بحماية جبهاتها الداخلية من العملاء عبر ملاحقتهم واعتقالهم، كما تفعل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة من اكتشاف واعتقال العشرات من العاملين في حقل التخابر مع العدو، مما أدى إلى التعرف على وسائل وأساليب العمل الأمني الصهيوني وإحباط العديد من المخططات العدائية باستهداف المقاومين.
كما تعي الأجهزة الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية تطوير المقاومة لقدراتها الاستخبارية عبر امتلاكها عشرات المعلومات والمؤشرات التي نجحت في استثمارها في العملية العسكرية، واستهداف المواقع الحساسة للعدو في الأراضي المحتلة عام ۴۸ ،كما جرى مع حزب الله في لبنان خلال عدوان ۲۰۰۶ ، وما تبعه من استهدافات عسكرية خلال الفترة الماضية رداً على خروقات العدو واعتدائه على لبنان، كذلك ما جرى مع المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام، والتي نجحت في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية كان أبرزها عمليات خلف الخطوط في عدوان ۲۰۱۴، والعديد من العمليات الخاصة في لبنان وفلسطين والتي من المبكر الكشف عنها في المرحلة الحالية.
لا يخفى على إسرائيل ما تمتلكه المقاومة من أسرار عن وسائلها المخابراتية، والتي تحصل عليها المقاومة من خلال عملياتها الاستخبارية، أو اكتشاف عمل الوحدات الإسرائيلية كما حصل مع سيرت متكال في خانيونس قبل عام ونصف، وسيطرة كتائب القسام على منظومة التشفير والتراسل التي يعتمد عليها العدو في السيطرة على اتصالات المقاومة، إلا أن العمل الإعلامي يمثل تهديداً للأجهزة الأمنية والاستخبارية.
فنشر تفاصيل اكتشاف المتخابرين معها على الفضائية وعبر إعلام المقاومة يدخل الخوف في نفس من لم يتم اكتشافهم أو من تعتمد عليهم في تنفيذ بعض العمليات الخاصة، فبعد كل عمل إعلامي ينشط ضباط المخابرات بالتواصل مع عملائهم لرفع روحهم المعنوية، والتأكيد على أهميتهم وحرص إسرائيل على حمايتهم من أي خطر، وفي بعض المراحل يقلل من شأن إنجازات المقاومة أمام العميل، ويروج له بأنها مسرحية _ وإن لم تنطلي على العميل _ ويُحمِّل المضبوطين من قبل المقاومة مسؤولية انكشاف أمرهم، وفي مرحلة ما قد يندفع العدو لتنفيذ عملية تؤمن عملائه على غرار الفاخوري في لبنان قبل أسابيع.
لقد نجحت المقاومة الفلسطينية واللبنانية ومحور المقاومة في هز الصورة الذهنية للمخابرات الإسرائيلية، والتي روّج لها العدو الصهيوني بصورة دعائية كبيرة من أجل إدخال الرعب في قلوب العرب؛ عبر التسليم بأن العدو الصهيوني قادر على فعل أية عملية بكل سلاسة، إلا أن ما فعلته المقاومة به أجبره على السعي الدائم لترميم صورته أمام مجتمعه.