- پایگاه خبری رهپویان قم - https://rahpooyan-qom.ir -

مناورة غرفة العمليات المشتركة فی غزه:مناورة دفاعية أم دق لطبول الحرب؟

يشهد القطاع مناورة تنفذها غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل فصائل المقاومة، وتحمل المناورة اسم (الركن الشديد)، في إشارة إلى أن المقاومة هي ركن القوة في مشروعنا التحرري، فوحدة وتعاون هذا الكم من فصائل المقاومة في هذه المناورة أكسبها ميزة خاصة لتصبح أكثر شدة وقوة في مواجهة العدو الإسرائيلي.
موقع رهبویان قم الاخباری/دولی: أحمد أبو زهري

يشهد القطاع مناورة تنفذها غرفة العمليات المشتركة التي تضم كل فصائل المقاومة، وتحمل المناورة اسم (الركن الشديد)، في إشارة إلى أن المقاومة هي ركن القوة في مشروعنا التحرري، فوحدة وتعاون هذا الكم من فصائل المقاومة في هذه المناورة أكسبها ميزة خاصة لتصبح أكثر شدة وقوة في مواجهة العدو الإسرائيلي.

وقد استرشدت المقاومة الفلسطينية بالتسمية من الآية الكريمة” لَوْ أَنَّ لي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكْنٍۢ شَدِيدٍۢ (هود – ۸۰)، لارتباط التسمية بالحاجة لممارسة فعل الدفاع من خلال هذه المناورة، والتي تعكس البأس الشديد والقوة والقدرة الظاهرة نتيجة التعاضد والترابط والتعاون الحاصل بين مقاتلي فصائل المقاومة، لتصبح هذه الغرفة بوحدتها قادرة على رد العدوان والنيل من العدو، وتقديم هذا النموذج المشرف الذي نحن بصدده.

وتأتي مناورة الركن الشديد في هذا السياق الهادف إلى إظهار القدرات الدفاعية للمقاومة بعد أن نُفذت في السابق عشرات المناورات الحية للفصائل بشكل منفرد، وكان أبرزها ما نفذته كتائب القسام في ۲۵/۰۳/۲۰۱۸م تحت مسمى ” الصمود والتحدي”، لكن ما يميز هذا الفعل اليوم أنه الاول والأضخم على مستوى القطاع ويضم كافة الفصائل.

فالمقاومة الفلسطينية تؤمن تماما بأن مواجهة الاحتلال الاسرائيلي تحتاج لوحدة صف المقاومة لتكون قوتها أكثر زخما وقدرة على تحقيق الردع، وتفشل مخططات العدو الرامية لتفكيك كل عوامل القوة في الساحة الفلسطينية، وحتى تتمكن من تحقيق الهدف المركزي وهو تحرير فلسطين، لذلك خاضت المقاومة عشرات العمليات المشتركة وواصلت العمل لتطوير الجهد حتى توج ذلك بتشكيل الغرفة المشتركة.

هذه الخطوة لن تكون الاخيرة فعمليات التطوير لازالت جارية لتحسين دور هذه الغرفة وتطوير أدائها وتعزيز دورها بشكل أكبر، لتصبح الناظم والمرجع في المواجهة مع الاحتلال، والمنطلق لتشكيل يمتد لكل الاراضي الفلسطينية، وقد تتغير المسميات حينها فيمكن أن تصبح في مرحلة مثلا (هيئة الاركان العامة) أو (قيادة أركان المقاومة) وقد تتغير تسمية فصائل المقاومة لتصبح مجتمعة الجيش الوطني لتحرير فلسطين.

كل التغييرات واردة وكل المسميات قد تكون حاضرة ومطروحة للنقاش، وهي تعكس حرص قيادة فصائل المقاومة على تطوير نفسها، والارتقاء بالأداء ونقله لمستويات متقدمة من العمل، ما يمكنها من زيادة حجم وزخم الفعل في مواجهة تنامي التهديدات واستمرار العدوان، ويوفر لها مستويات مهمة من الردع.

وتراقب المقاومة الفلسطينية التهديدات الاسرائيلية المستمرة للقطاع في ظل المناورات العدوانية التي تجريها قوات الاحتلال في الآونة الاخيرة، والتي تستهدف القتال الخاطف والهجوم المباغت على غزة أو امكان الدخول البري واحتلال مناطق تحت القصف الجوي المتواصل، وقد استخدم الاحتلال في مناوراته المختلفة القوة البرية والجوية والبحرية، فكان من الضروري أن تتأهب فصائل المقاومة وترفع درجة الجاهزية لدى مقاتليها استعدادا لأي تهديد أو عدوان محتمل.

في ظل اعتقاد الجيش الاسرائيلي أن القطاع هو الجبهة الأكثر ضعفا وهشاشة ويمكن الاستفراد به وشن عدوان جديد عليه، وذلك في ضوء المخاطر المترتبة على مهاجمة جبهة الشمال أو مواجهة ايران في الوقت الراهن، مستغلا بذلك الظروف الاقتصادية والصحية المتدهورة في غزة نتيجة الحصار وتفشي جائحة كورونا.

لكن بات من الواضح أن المقاومة التي يعرفها العدو في جولات سابقة أصبحت مختلفة تماما اليوم، فما تمتلكه وتخفيه عن العدو يخالف كل تقديراته الامنية والعسكرية، وقد استطاعت المقاومة ارسال بعض التحذيرات الميدانية وغيرها للاحتلال في مناسبات متعددة، حتى يتنبه العدو لنفسه ويتحسَّس رأسه جيدا، قبل الدخول في أي مغامرة قد تكلفه ثمنا غير مسبوقا.

فاليوم لن يقف الثمن عند جنوده وآلته الحربية وجبهته الداخلية، فنحن نتحدث عن ثمن سيطيح بوزراء حرب وقيادات أركان، وربما يمتد للمساس بمكانة مستويات سياسية كبيرة داخل الكيان، ويقضي على حظوظهم ومستقبلهم السياسي ويفرض واقعا مختلفا يرضخ في ضوئه العدو الاسرائيلي لتقديم تنازلات تحت النار.