- پایگاه خبری رهپویان قم - https://rahpooyan-qom.ir -

لا تشعرون بالراحة في بيوتكم؟ إليكم السبب لهذا

يعطي التخلّص من الأشياء الأشخاص حرية أكبر للتحرّك، بالإضافة الى الراحة النفسية. كما يوفّر على الأشخاص وقتهم، وأموالهم، ومجهودهم الضائع على تنظيف وصيانة الأثاث.

موقع رهبویان قم الاخباری /منوعات :

قد لا يعرف الواحد منا الراحة النفسية بعد دخوله إلى المنزل، علماً أنها أول ما يطمع به. هذا مرده بشكل من الأشكال إلى غياب البساطة. قد يكون لكلمة بساطة دلالة سلبية للكثيرين. إذ يعتقدون أن الحد الأدنى يعني أنك تضحّي بالكثير ولا تستفيد من كل ما هو مُتاح في العالم الحديث. لكن في الواقع، تلعب البساطة دوراً مهماً في تحسين نوعية حياتنا. كيف؟

إذا كنت قد شاهدت على الأقل عرض تحسين واحد لمنزل في مرحلة ما من حياتك، ستعرف بالضبط ما نتحدث عنه. فعندما يعرض المصمّم تحويله الكامل للمكان، بغضّ النظر عن مساحة المنزل الذي تم تجديده، تكون النتيجة النهائية دائماً نفسها. إذ يجعل التصميم الجديد كل شيء يبدو أكبر وأخف وزناً، وأكثر جمالاً بأضعاف. بالطبع تُنفق آلاف الدولارات لتجميل وتجديد تلك المنازل، ومع ذلك، فإذا شاهدتَ العديد من تلك العروض ستكتشف أن ما يجعل تحويل الأماكن دراماتيكياً لحد كبير ليس قطع مكلفة من الأثاث أو أجهزة حديثة جداً، بل إن المفتاح في ذلك هو التصميم. أو بشكل أدق، التصميم البسيط.

البساطة موجودة في كل الأماكن الآن. في الموضة والجمال وصولاً إلى الشّعر. السبب في أنها أصبحت مرغوبة جدا ًهو أنها تَعد بالسعادة. نعم، البساطة فلسفة. كلما قل عدد الأشياء لدينا، أصبحت حياتنا أكثر جمالاً، وصرنا أكثر سعادة. باختصار، الأقل هو الأكثر. ولكن ما هي البساطة بالضبط؟ كيف تعمل؟ ولماذا أصبح الجميع مُهتماً بها الآن؟ تعالوا لنستكشف.

البساطة تعني وجود أقل قدر ممكن من الأشياء في المكان الذي نسكنه، وكذلك الحفاظ  على الحد الأدنى من الأثاث، والزينة، وحتى الألوان. بالنسبة للعديد من الأشخاص، يصعب جداً القيام بهذا الأمر لأنه لا يشمل فقط الحد من عدد الممتلكات الشخصية التي تظهر في المكان كالكتب والصوَر، ولكن التأكّد أيضاً من أن الأشياء التي تحتفظ بها تكون مخفيّة عن النظر بقدر المُستطاع كالحبال، وأدوات المطبخ، والملابس، ومستحضرات التجميل وما إلى ذلك. الفكرة هي القضاء على الفوضى وإعطاء الأولوية للجودة على الكمية.

البساطة تترافق مع الفعالية أيضاً. إذ يكون لكل غرض وقطعة في المكان غاية معيّنة. بعد إزالة جميع العناصر غير الضرورية، في نهاية المطاف يصبح عدد الأشياء أقل بكثير، ما سيجعلك تشعر بحرية، وسعادة، وسلام أكبر.

إذا نظرت مثلاً إلى الهندسة المعمارية والتصاميم الحديثة، سترى كيف بعض غرف النوم تحتوي فقط سريراً وضوءاً، وغرف الطعام يمكن أن تحتوي مجرد طاولة وأربعة كراسي، لأن هذا هو جوهر تلك الغرفة.

أنت لا تحتاج إلى أي شيء آخر. بالنسبة للكثير من الناس، يمكن أن يبدو هذا النهج التصميمي مملاً أو حتى غير طبيعي، ولكن لمحبي البساطة الحقيقيين هو وصفة للجمال والسعادة.

يعطي التخلّص من الأشياء الأشخاص حرية أكبر للتحرّك، بالإضافة الى الراحة النفسية. كما يوفّر على الأشخاص وقتهم، وأموالهم، ومجهودهم الضائع على تنظيف وصيانة الأثاث.

تشمل البساطة الألوان أيضاً. الفكرة هي الحفاظ على ألوان بسيطة وهادئة، وهذا هو السبب في أن العديد من المنازل والمباني الحديثة باتت كلها بيضاء، أو في ظلال خفيفة من الألوان الهادئة. ذلك يسمح للعين “بالتنفّس” وتقليل عدد الانحرافات، لذلك، تشعر بالراحة أكثر في التركيز على ما عليك القيام به.

من المثير للاهتمام أنه على مر السنين، قام بعض المهندسين المعماريين والمصمّمين بكسر القاعدة واختيار الألوان الزاهية لتصاميمهم البسيطة، ولكن بقيت الألوان الهادئة في خانة التصدّر.

أخيراً، أكثر العناصر التي لا تحظى بالتقدير في التصميم البسيط هي الإضاءة. بطرق عديدة، يمكن أن تجمّل أو تشوّه  المكان. المصمّم الجيّد سيجد التوازن المثالي بين الضوء الطبيعي والاصطناعي، من خلال الاستفادة من الأول بشكل كلّي واستكماله بالعدد الصحيح من الأخير، ولكن عند الحاجة فقط.

في التصميم البسيط، يمكن للضوء أن يتراوح بين الأبيض والبارد، إلى درجات اللون الأصفر الدافئ، وذلك اعتماداً على ما يناسب المكان. ولكن التأثير النهائي للضوء هو دائماً الشعور بأن الغرفة أكبر مساحة وأكثر راحة. عناصر مثل النوافذ الكبيرة المتيحة للهواء الطلق والمطلّة على مناور السقوف باتت شائعة جداً في التصميم البسيط، ولكن المصابيح الخفيّة يمكن أن تساعد أيضاً في جمالية الغرفة.

لن يكون الأمر صعباً إن أردت التخلّص من بعض الفوضى الخاصة بك وتبنّي هذه المبادئ في مسكنك، وستكون النتيجة النهائية مُرضية بشكل كبير.

المصدر : الميادين نت/ نانسی محسن